كتب – إبراهيم خليل إبراهيم
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أعمال تطوير وإعادة تأهيل مبنى متحف البريد المصري التاريخي في منطقة العتبة بوسط القاهرة ورافقه الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة والمهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات لشئون التطور المؤسسي والمهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات لشئون البنية التحتية والدكتور شريف فاروق رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد.
استهل رئيس مجلس الوزراء جولته التفقدية للمتحف بالتأكيد أن مصر لديها واحدة من أعرق مؤسسات البريد في العالم لافتا إلى أنه مع التطورات المتلاحقة في دور البريد والتحول الهائل في عدد الخدمات التي يؤديها والتي أصبحت متوافرة من خلاله فأصبح لزاما علينا ألا ننسى التاريخ الطويل لهذه المؤسسة العريقة موجها الشكر لكل القائمين على أعمال ترميم المبنى وتطويره ليظهر بهذه الصورة المُبهرة.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا المتحف سيكون إضافة حقيقية للطلاب المصريين لإثراء معلوماتهم حول تاريخ الاتصالات والبريد في مصر كي يتعرفوا من خلال المعروضات والمقتنيات على تاريخ بلادهم عبر العصور.
أشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى بدء أعمال ترميم وتجديد متحف البريد المصري القائم بالمبنى التاريخي الخاص بهيئة البريد بمنطقة العتبة العام الماضي وذلك في إطار الحفاظ على أصول الدولة ومبانيها التراثية وفي هذا الإطار تم تأهيل المبنى وتطويره ومضاعفة المساحة المخصصة للمتحف لتصبح 7000 متر مربع وذلك لكي يصبح المُتحف منظومة ثقافية وتاريخية وترفيهية متكاملة في قلب مدينة القاهرة مشيراً إلى أن أهمية هذا المبنى تنبع من كونه مركز مدينة القاهرة حيث يبدأ منه قياس المسافة من العاصمة إلى جميع محافظات الجمهورية ويشير إلى هذه النقطة من خلال نجمة في مدخل المبنى ومثيلها بالطابق الأول.
في الوقت نفسه أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن أعمال التطوير اعتمدت على التقنيات الحديثة والاستعانة بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات لكي يظهر بمظهر حضاري يليق بالبريد المصري مشيرا إلى الاستعانة بهذه التقنيات في العرض المتحفي الذي يستخدم الـ QR code لإتاحة مزيد من المعلومات عن قطع فنية مختارة من خلال فيلم لا تتجاوز مدته دقيقتين لافتا أيضا إلى أن متحف البريد يصدر كتاب “تاريخ متحف البريد المصري” حيث يقدم الكتاب تطبيقا تفاعليا يعمل على الهواتف الذكية مدعوما بخاصية الواقع المعزز وذلك بهدف إثراء محتوى الكتاب كما أنه من الممكن تقديم المزيد من المحتوى بعد طباعة الكتاب عن طريق رسالة على المحمول.
إلى جانب ذلك تطرق وزير الاتصالات إلى الحديث عن الهدف من مشروع تطوير المتحف مؤكدا في هذا الصدد أن مشروع التطوير جاء من أجل إحياء التراث المصري والحفاظ عليه وتجسيد ثقافة الماضي بصورة مرئية إلى جانب التأكيد على دور مصر الريادي والسباق منذ القدم كما يهدف مشروع التطوير إلى ترميم المبنى التاريخي بمعاونة متخصصين من خبراء قسم ترميم الآثار وجذب هواة الطوابع البريدية في كل من مصر والخارج وبناء جيل جديد من هواة جمع الطوابع من طلاب المدارس والجامعات وفي الوقت نفسه يكون المتحف مصدرا للمعلومات وإلهاما للمتخصصين، والزوار والأطفال.
كما أتاحت أعمال التطوير وفق ما أكد شريف فاروق رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد تحديث العرض المتحفي باستخدام التقنيات الحديثة لجذب الزوار من جميع الفئات العمرية فضلا عن إتاحة قاعات عرض متحفي مؤقتة لجذب المؤتمرات والندوات والمعارض المتخصصة عالميا بالتنسيق مع “الجمعية المصرية لهواة جمع الطوابع”.
كما استعرض رئيس الهيئة القومية للبريد مراحل تطوير متحف البريد والتي تضمنت عدة أعمال متكاملة لتحدث تغييراً ملموسا في الشكل والمضمون حيث أصبح المتحف يضم خمسة عشر قاعة عرض بدلا من قاعة واحدة فقط واتسعت مساحته ليشمل كامل مسطح الدور الأول، بالإضافة إلى مساحات بالدورين الميزانين والأرضي كما عملت مجموعة من خبراء ترميم الآثار بمصر على ترميم المبنى التاريخي وترميم ما يحتويه من قطع متحفية قيّمة.
من جانبها نوهت الدكتورة هبة بركات مستشار هيئة البريد للعرض المُتحفي إلى أن من أهم القاعات المتحفية الجديدة قاعة تاريخ الاتصالات في القرن التاسع عشر وقاعة الإصدارات الأولى للطوابع المصرية وقاعة أخرى لعرض نماذج من أقدم صناديق البريد المصرية كما خصصت قاعة لساعي البريد تتتبع خطواته في توصيل البريد بالإضافة لقاعات تصنيف الطوابع المصرية وتقنيات صناعة الطوابع كما خُصصت قاعتان لاجتماع مؤتمر البريد الدولي في عام 1934 تُعرض من خلالهما صور من الرحلات التي قام بها أعضاء المؤتمر كما يعرض نماذج من ملابس سعاة البريد في البلاد الأجنبية التي أهديت لمصلحة البريد المصري في عام 1933 لتكون جزءا من المتحف الجديد.
أضافت مستشار هيئة البريد للعرض المتحفيّ : يوجد بالمتحف قاعة تعرض الطوابع المصرية المصدرة بين عامي 1937 و1977 كما اهتم المتحف بإضافة قاعة خاصة بالطوابع التي أصدرت تخليدا لمشاهير وأعلام مصر وأضافت : يُعد المتحف نموذجا للمتحف التعليمي المتكامل، حيث يضم عدة قاعات إحداها للمكتبة التاريخية وقاعة للوثائق المهمة للاطلاع على قواعد البيانات الخاصة بمقتنيات المتحف وقاعة أخرى للترميم، وقاعة للمعارض المؤقتة كما رُوعي تجهيز مساحات خاصة ومطعم بالدور الثاني وقاعة للجمعية المصرية لهواة جمع الطوابع بالدور الأرضي كما أشارت إلى حرص المتحف على المزج بين التراث والحداثة لجذب الزوار حيث أضيفت شاشات عرض لإثراء محتوى القاعات وأكواد الاستجابة السريعة لبعض المقتنيات كما استخدمت تكنولوجيا الواقع المعزز لسرد معلومات متخصصة شيّقة للزّوار كما اهتم المتحف بالزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تم توفير ممرات خاصة لهم وتم تعزيز المبنى بالمصاعد مع تصميم لافتات ومعلومات وفيديوهات مسموعة.